الثلاثاء، 6 مايو 2014

........






كانت تعشق الرقص ... وككل الأشياء التي تعشقها منعها منه الكثير من الأسباب .. حتى أنها لم تستطع من قبل أن ترقص في حجرتها المغلقة .. كل ما تتذكره طيفها وهي تدور كالفراشة في طفولتها .. ومنذ أن أصابها هذا المرض .. هي تدور ولكن في خيالها  فقط..
تستمع لمنير وهو يغني: "أنا بحسد الكحل اللي كحل رموشك .. واحمر شفايف اللي زين شفايفك .. ده أنا بحسد الليل اللي سهر عيونك " ..
 فتدور لكنها تكتشف أنها عصفور فقد أجنحته ..

لكن اليوم .. ستضع حدًا لحياة شبيهة بالموت .. حياة تخشى فيها الموت رغم أنها تحياه كل لحظة ..
سترتدي أجمل ثيابها .. فاليوم لديها موعد مع الحياة ..
اخترقت الحفل بين الجموع بخطى واثقة كمن يعرف وجهته جيدًا .. طلبت تشغيل "أحمر شفايف" .. لطالما تمنت أن ترقص عليها .. لطالما تمنت أن يحبها شخصًا ما مثل هذا الحب ..

وعاشت الرقصة .. كمن لم يذق طعم الحياة من قبل ..

"ده أنا بحسد كل كلمة بتسمعيها .. كل كلمة بتقوليها .. كل حاجة تحسي بيها .. عارفة ليه"

الجميع كان منبهر بها .. وكأنهم لم يروا شخصًا يرقص بمثل هذا الشجن من قبل ... كانت مع كل حركة تؤديها كمن يتساقط عن كاهله الهموم ..

رقصت كما تمنت .. 
ثم سقطت .. 
فلفظت آخر آنفاسها ..

"بحبك .. أحبك .. مش عارف قد إيه؟"

الحاضرون أسموها "رقصة الموت" .. لكن ابتسامة مرسومة على شفتيها تدافع: "بل رقصة الحياة" ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




يسألونها: مادمتي ترفضين كل هؤلاء .. إذًا فأنتي مرتبطة؟
فتجيب: نعم
فيتعجبون: بمن ؟!
فترد بكل هدوء وثقة: بشخص لم أقابله بعد :)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كانت تخرج من ابتلاء .. تدخل في آخر .. شعور واحد يلازمها "الخواء"
وفي كل ابتلاء .. كانت تستجدي من "البشر" الحل .. فتزداد ضيقًا وهمًا
ونست أن حلها في كلمة واحدة: "يارب" ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك تعليق واحد:

reemaas يقول...

اى كوكتيل مشاعر الحزن ده
جايز الوسطناية فيها امل اكتر او تشبث بالامل لكن الحزن مسيطر على الباقى
اللاولى بقى تحفة تحفة حزن وامل وحياة وموت كله حاجة فيها تحفة حتى الصورة