السبت، 31 أغسطس 2013

عندما يبكيك الحنين ...



هل سبق لك أن بكيت من شدة الاشتياق لشخص ؟
تشتاقه وربما دبدبت بقدميك على الأرض كطفل ينتظر حلوى لن تأتي أبدًا، فيظل يبكي حتى يغط في نوم عميق يحلم بها، يتلذذ بطعمها في فمه، فيستيقظ ليجد أن الحلوى لم ولن تأتِ أبدًا ..

ياعزيزي هذا ليس اشتياق لحظي سينتهي بانتهاء يومك، فالحقيقة أن اليوم يكون أسوأ من الأمس والغد أسوأ منهما، تحاول أن تفعل كل ما يمكن أن يشعرك بالدفء، أشياءك الصغيرة البسيطة التي ترسم إبتسامة على وجهك وتخبرك أن كل شيء سيكون بخير

فتذهب لمكانك المفضل أمام مياهه الزرقاء، لتغتسل من همومك وينقيك من حنينك المرضي، وبعد أن تنتهي من حديثك المطول مع مياهه الساكنة الصامتة كعجوز بلغ  من الحكمة منتهاها، تجد أن الأمر كما هو بل ربما ازداد، تسير في الطريق فتجدها هذه الحلوى ذات التركيبة السحرية "غزل البنات" .. تأكلها وأنت تحاول الاستمتاع بشيء من المفترض أنه يمنحك دومًا الفرحة والدفء، لكن الحقيقة أن غزل البنات أصبح فجأة لا يُجدي وكأنه ليس له أي طعم أو لون أو رائحة ..


* "
 وعدتُك..
أن لا أكونَ ضعيفاً... وكُنتْ..
وأن لا أقولَ بعينيك شعرًا..
وقُلتْ...
وعدتُ بأَنْ لا ...
وأَنْ لا..
وأَنْ لا ...
وحين اكتشفتُ غبائي.. ضَحِكْتْ.."

الغريب أنك لا تواجه نفسك بحقيقة حنينك المر إلا بعد أن تُنهك قواك وتجد أن المكابرة لا فائدة منها، وحينما تواجهها تجد أنك لا تحتاج غزل البنات أو السفر لإسكندرية أو الذهاب في رحلة نيلية، كل ماتحتاجه أن تطفيء نور هذه الحجرة، وتغلق النوافذ بإحكام ، تتقوقع على نفسك وتدخل كهفك المظلم ثم تبكي، تبكي حتى تُشفى، وحتى يغادرك هذا السقم المسمى "حنين" ...

الأمر لن يفيده المكابرة أبدًا ياعزيزي .. لن يفيده أبدًا .. فارفع الراية البيضاء واعترف أنك "تفتقده" ...
..........

* لنزار قباني