الأحد، 28 يوليو 2013

عن الطيران على الأرض ...


من فترة تراودني أمنية ..
"أنا أريد أن أطير" ..

 أريد أن أتخلص من كل ما يشدني لأسفل لأعلو .. أريد أن أتحرر من أرض تقيدني ..

حينها تمنيت أن يكن لي جناحين لأطير بهما بعيدًا، لأبعد ما يكون ..
وعندما أدركت أنه بالأمر المستحيل، بحثت عن حل بديل، فتمنيت لوكنت راقصة بالية تطير كالفراشة بلا أية قيود ..



وعندما عدت لأرض الواقع من جديد لأجد أنني لست طائر ولا راقصة بالية حتى ..

ذهبت إلى هناك .. "دريم بارك" .. مقتنعة أنني سأحلق بعيدًا في السماء دون جناحات ودون دروس في فن البالية  ...



... وهناك اكتشف أنني طائر عنده فوبيا المرتفعات ! .. هل رأيت من قبل طائر يخشى المرتفعات لدرجة أنه يغمض عينيه حتى لا يرى الارتفاع الشاهق الذي قطعه ؟!

خرجت منها وأنا أعلم أن هذا ليس ما أريد، فما أريده ليس أن أرتفع بجسدي فقط، أريد أن أعلو بروحي أطير بها إلى ما لا أعلم .. إلى مكان لم أذهب له من قبل .. وظلت روحي مثقلة :(

وجاء رمضان بروحانياته :)

ولم أكن أعلم من قبل أنه من الممكن أن تطير روحك وتحلق بعيدًا ورأسك قابعة على سجادة والأرض تشد كل جسدك إليها، لم أكن أعلم أن ما أحتاجه وأبحث عنه سجادة في ركن صغير من حجرتي .. لتتساقط الهموم عن كاهلي رويدًا رويدًا .. ولتنمو لروحي جناحات، فتحلق بعيدًا كطائر لا يعرف الخوف وليس عنده فوبيا مرتفعات ..

شكرًا ياالله على نعمة رمضان :)


الخميس، 4 يوليو 2013

ح ر ي ة




يقولون أن المرء يكون قد تخطى أمر ما وشفي منه.. حينما يتذكره دون وجع أو ألم أو حنين.. يتذكره كما هو وكما حدث، دون أن يشعر بأي شيء ...

حينها يعود له بصره وبصيرته، يرى العالم كما هو دون زيادة أو نقصان، يراه بعينيه هو فقط وليس بعين آخر، فيرى الصورة كاملة، يراها بكل تفاصيلها، بعيوبه وعيوب الآخر، بحماقاته التي كان يرتكبها في حق نفسه، وحينها أيضًا يتعجب كيف كنت أتصرف بكل هذا الغباء ؟ .. وكيف سمحت أن أُغيب لهذه الدرجة؟

حينها يسير كأنه وللمرة الأولى يعرف معنى السير، يرقص بجنون، يغني كما لم يغني من قبل، حينها يشعر بـ "الحرية" ... 

"حسيت زي ماأكون النفس اللي بآخده محدش خده قبل كده أبدًا" **

حينها يعلم جيدًا أن كل الندوب التي خلفها الوجع والألم قد اختفت، فتعود له نفسه، تعود له نسخته الأصلية، يستطيع حينها أن يبدأ من جديد، يسير بخطى واثقة مؤمنًا أن القادم أفضل ..

"شربت شوربة جديدة عشان أمحي مرارة قديمة"**

يعلم حينها أنه قادر على صنع المزيد من الذكريات ولا بأس بكثير أيضًا من الحماقات، يعلم أن كل ما مضى يمكن أن يُمزق، أن يُمحى، أن يختفي .. ببداية جديدة
يعترف أنه كان يمثل النسخة الأسوأ منه على الإطلاق، حينما قرر التخلي عن نفسه فتاهت منه، وحينها يشعر بروعة الرجوع له، يشعر بروعة "أن تكون أنت" ...

"أنا مبسوطة أوي علشان جناحاتي رجعت لي"**

أتعلم ؟

أنا تخطيتك . 
ــــــــــــــــــــــــــــــ

** رحاب بسام (أرز باللبن لشخصين)

ـــــــــــــــــ

P.S: المفروض إني هكتب هنا كل يوم أو هكذا أتمنى .. يامسهل :)