الثلاثاء، 29 يناير 2013

بضع كلمات ...



ماينفعش نستمر في مكان مش مكاننا كتير، سواء كان أحلى أو أوحش من المكان اللي مفروض نكون فيه، لأنه في الأخر مش بتاعنا ومهما خدعنا نفسنا هيجي وقت ونضطر فيه نفارق المكان ده ونروح للمكان اللي مفروض نكون فيه .. بس الخوف إننا نروح لمكاننا متأخر بعد مايكون حد تاني ملاه ...


ــــــــــــــــ

قالتلي الفرق بينهم زي بالظبط الفرق بين حكايتين ...
حكاية مش فاكراها ... وحكاية مش قادرة أنساها

ـــــــــــــــ


هي معاه كانت أوقات بتزعل .. بس من غيره مبقتش عارفة تفرح :(

ــــــــــــــــــ







السعادة مش بس إنك تنجح .. السعادة إنك تلاقي اللي يشاركك تفاصيل نجاحك :)


الجمعة، 11 يناير 2013

الكراسي الفارغة ...




كانت دومًا تراه في هذا المكان رجل سبعيني يمسك في يده "نوتبوك" يكتب فيها أحيانًا وأحيان أخرى يشرد بعيدًا فتمتليء عينيه بالدموع وأحيانًا تراه يبتسم،  وكعادته يجلس على هذا الكرسي وأمامه كرسي فارغ، عندما يطلب شيء يطلب اثنان منه فيشرب واحد ويظل الثاني مملوء عن آخره لم يمسه أحد
في البداية لم تهتم لأمر هذا الرجل، كانت غارقة قي همومها هي، ولم يكن لديها مساحة لتفكر في غيرها، ولكن عندما تكرر الموضوع واكتشفت أنها عادة له زاد الفضول لديها ولكنها لم تتمادى في تفكيرها وانسحبت إلى عاملها
"مالي أنا ومال هذا العجوز ؟"

ويومًا ما ..

كانت ذاهبة إلى إحدى دور السينما كانت في حالة يرثى لها، لم يكن لديها أي رغبة في الخروج من بيتها ولكنها وجدت أن الحل الأمثل للتعامل مع الأزمات هو الخروج من عالمك لترى أناس آخرين وتستمع لحكايات أخرى فتنسى حكايتك، لذا هي تعشق السينما
وللمفاجأة كان يجلس هو محتفظًا بالكرسي الفارغ نفسه، أخذت تتامله يبدو وكأنه طفل وتبدو هي كالعجوز، تبدو هي كرجل سبعيني ويبدو هو كشاب عشريني
زاد الفضول داخلها لتعرف من هذا الرجل؟ وماهي حكايته مع الكرسي الفراغ ؟

جال بخاطرها أن تذهب إليه وتجلس بجانبه في هذا المكان الفارع لكنها شعرت بشيء يمنعها فربما أحرجها وربما لأنه يفرض على هذا الكرسي قدسية تمنعها من الاقتراب منه، تراجعت عن الفكرة ولكنها ظلت تتابعه كانت تمتليء عيونه بالدموع حينما يأتي مشهد مؤثر كامرأه مرهفة المشاعر، ويضحك بمرح الطفل عندما يأتي مشهد مضحك .. تنهدت تنهيدة عميقة و تمنت لو تتصالح مع الحياة مثله
وعندما عادت إلى منزلها أخذت تفكر فيه ولم يغيب عن بالها حتى أنها حلمت به، لكنها كعادتها لا تتذكر الأحلام، ذهبت للمكان نفسه الذي اعتادت أن تراه فيه ، وجدته جالسًا ككل يوم فقررت أن تذهب إليه، لم تريد أن تجلس على الكرسي الفارغ سحبت لنفسها كرسي وجلست بجانبه

فسألها: لماذا لم تجلسي أمامي على هذا الكرسي ؟

فأجابت: لأنك لم تكن لتسمح يذلك

فابتسم ثم سألها: وكيف عرفتي ؟

 ـ لأنك تصنع حوله قدسية غريبة لا تجعل أحدًا يقترب منه، أنا لم أكن متطفلة يومًا ما دائمًا تشغلني همومي فقط، لكنك أثرت فضولي بشكل غريب ... أتمنى، إن لم يضايقك، أن أعرف ماحكاية هذا الكرسي الفارغ ؟

ـ هو ليس بفارغ .. هكذا يتوهم الناس أنه فارغ .. اسمعي ياصغيرتي ليس كل مايراه الناس حقيقة وليس كل مالايرونه يكون غير موجود

ـ لكنك دومًا تجلس هنا وحيدًا .....

ـ قبل أن تكملي أريد أن اسألك : ماهي الوحدة ؟

ـ الوحدة ألا يكون لديك أصدقاء أو أشخاص تلجأ إليهم تتحدث معهم تحاورهم ، أن تظل طوال الوقت بمفردك

ـ حسنًا ... قد يكون لدي أشخاص (ظاهريًا) ويراني الناس محاط بكم هائل من الأصدقاء لكنني في أعماق أعماقي أعرف أنني خاوي، فارغ، ولا أحد يملأ هذا الفراغ، الوحدة ياصغيرتي هي شعور داخلي وليس خارجي

(وكأنه ضغط على جرحها)

 فقالت له أكمل أريد أن أسمعك قلت أن هذا الكرسي ليس فارغ .. كيف ؟

ـ نعم هو ليس كذلك ، هو ممتليء بها

ـ بمن ؟

ـ هي من رحلت عن هنا لكنها تركت لي مايجعلني ممتليء بها ، رحلت بقوانين الحياة والمنطق المحدودة لكنها موجودة معي بقوانين المشاعر والذكريات اللامحدودة ، أتحدث معها ، أكتب إليها، وأعلم يقينًا أنها هنا تشاركني كل لحظاتي

امتلأت عيناها بالدموع وامتلأ قلبها بالفرح لأن مثل هذا الرجل موجود في الحياة ربتت على يديه بحنان ثم قالت له:

 أتعلم، أنا من يوجد في حياتي الكثير من الكراسي الفارغة وليس أنت